|




ماذا تعرف عن رمز الروح الرياضية في كرة القدم؟

/media/article/2025/07/06/img/4505989891.png
الرياض - إبراهيم الأنصاري 2025.07.06 | 02:54 pm

يعد تقليد تبادل قادة أندية كرة القدم الشعارات قبل المباريات وعند إجراء القرعة رمزًا عريقًا يجسد الروح الرياضية والاحترام المتبادل بين الفرق، وقد بدأ هذا التقليد في أواخر القرن التاسع عشر مع تنظيم كرة القدم كرياضة احترافية، حيث بدأت الأندية في إنجلترا، مهد اللعبة الحديثة، بتبني شعارات تعبر عن هويتها، وكانت البدايات متواضعة، إذ كان القادة يتبادلون هدايا رمزية مثل الأعلام أو الشارات لتعزيز التواصل بين الأندية، ومع تأسيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عام 1863، بدأت الأندية في اعتماد شعارات رسمية، مما مهد الطريق لهذا التقليد، فكانت هذه المبادرة وسيلة لإظهار الاحترام بين الفرق قبل انطلاق المنافسة.
في أوائل القرن العشرين، تطور التقليد مع انتشار كرة القدم عالميًا، فأصبح تبادل الشعارات جزءًا من البروتوكول الرسمي في المباريات الدولية والمحلية، وخلال عشرينيات القرن الماضي، بدأت الأندية الأوروبية، خاصة في إيطاليا وإسبانيا، بإضفاء طابع احتفالي على هذا العمل، حيث كان القادة يقدمون شعارات مطرزة أو مصنوعة يدويًا، تعكس تاريخ النادي أو ثقافة المدينة، وفي تلك الفترة، كانت هذه الشعارات تُصنع غالبًا من القماش أو المعدن، وتُحفظ كتذكارات تاريخية في مقرات الأندية، ومع تنظيم بطولات مثل كأس العالم الأولى عام 1930، أصبح التقليد جزءًا لا يتجزأ من مراسم ما قبل المباراة، حيث كان يُنظر إليه كتعبير عن الوحدة والتنافس الشريف.
بحلول منتصف القرن العشرين، أصبح تبادل الشعارات ممارسة شائعة في البطولات القارية مثل دوري أبطال أوروبا، التي انطلقت عام 1955، فكان القادة يتبادلون شعارات تحمل رموز الأندية، مثل شعار ريال مدريد الذي يتضمن التاج الملكي، أو شعار برشلونة المزين بخطوط كتالونيا، وهذا عزز من قيمة الشعار كرمز للهوية، وفي الستينيات والسبعينيات، بدأت الأندية الكبرى بإنتاج شعارات أكثر احترافية، مما جعل التقليد أكثر رسمية، وأصبح يُبث تلفزيونيًا، مما زاد من شهرته وأهميته كجزء من طقوس المباراة.
في العصر الحديث، أصبح تبادل الشعارات لحظة رمزية يترقبها الجمهور، حيث يظهر القادة في وسط الملعب، يرتدون قمصان فرقهم، ويتبادلون الشعارات بحضور الحكام والجماهير، ومع تطور التكنولوجيا، أصبحت الشعارات تُصمم بجودة عالية، وغالبًا ما تُطبع على أقمشة فاخرة أو تُزين بتفاصيل معقدة، وفي بعض الأحيان، تُصاحب هذه اللحظة هدايا إضافية مثل الكرات التذكارية أو الأوشحة، وفي البطولات الكبرى مثل كأس العالم أو دوري الأبطال، يُعد هذا التقليد جزءًا من الهوية البصرية للمباراة، حيث يتم توثيقه عبر وسائل الإعلام.
أما عند إجراء القرعة، فإن تبادل الشعارات يحمل طابعًا مختلفًا، إذ يتم في أجواء أقل رسمية، غالبًا خلال الاجتماعات التحضيرية للبطولات، حيث يجتمع ممثلو الأندية أو المنتخبات لتحديد المواجهات، وهنا يُتبادل الشعار كبادرة ترحيبية، تعكس الاحترام المتبادل قبل المنافسة، وهذا الجانب من التقليد أقل شهرة لكنه لا يزال مستمرًا في البطولات الكبرى، خاصة في الاتحادات القارية مثل اليويفا أو الكاف.