|




أحمد الحامد⁩
تغريدات «x»
2025-07-07
بطولة كأس العالم سيطرت على الجو العام، وتغريدات «x» في الأيام الماضية، كان معظمها عن مجريات البطولة.
الهلال خرج مرفوع الرأس، وفوزه على مانشستر سيتي، سمح لنا برفع سقف طموحنا، خاصَّةً أن فوزه الأخير كان في المباراة الرابعة، أي كان الأداء تصاعديًّا، وبعد مباراة فلومينينسي، سألت أحد الأصدقاء، كان قد اشترى تلفزيونًا عملاقًا فائق الوضوح بشكلٍ خاصٍّ للبطولة، شاشةٌ حجمها أشبه بحجم شاشة سينما، سألته: بما أنك تملك تلفزيونًا بهذا الحجم، ورأيت المباراة كما لم نرها، في رأيك لماذا فاز الهلال على مانشستر سيتي، وخسر من فلومينينسي الأقل شهرةً ومستوى؟ فأجاب: فرط الفرح، والاحتفال بالفوز على مانشستر سيتي، أعطى الشعور وكأنَّ الفوز كان هو البطولة، بينما كان اللاعبون في منتصف الطريق، ولم يكونوا بمستوى نشاطهم وتركيزهم نفسهما خلال اللعب ضد فلومينينسي! لو كنت مكان المدرب، لمنعت الاحتفالات بعد كل فوزٍ، الاحتفالات الكبيرة تأتي بعد تحقيق البطولة. رده فيه منطقٌ. سألته: منذ متى لديك آراءُ كرويةٌ، تستحقُّ الاستماع؟ فأجاب: منذ أن اشتريت التلفزيون فائق الوضوح!
أبدأ بأول تغريدةٍ من حساب ترو ميمس، الحساب قائم على الطرافة، ومن الطبيعي أن مثل هذه الحسابات تلقى رواجًا، فالناس تبحث عن توسيع صدورها. تصوَّر أن يسألك شخصٌ: هل تريد أن أقول لك نصيحةً قد تبكيك، أم طرفةً تُضحكك؟ أنا سأختار الطرفة، لأنني أعلم بأنني سأنسى النصيحة بعد أقل من ساعةٍ. أعود للتغريدة التي نظرت للصيف بزاويةٍ مختلفةٍ «3 بس اللي من حقهم يحبوا الصيف، اللي عندهم شاليهات، وفني التكييف، والناموس».
التغريدة التالية لست مسؤولًا عن مضمونها، أنا مجرد ناقلٍ، ولا عليكم من علماء النفس الذين يقولون إن اختيارات وميول الإنسان نابعةٌ من أسبابٍ عميقةٍ وقناعاتٍ دفينةٍ. التغريدة غرَّد بها حساب روائع الأدب الروسي الذي اقتبس مقولةً لأنات لي إيفانوف: «على مدى عشرين قرنًا، لم يتمكن البشر جميعًا من تحديد ما الذي يؤثر على مزاج المرأة. وأنت تسألني؟».
هاشم الجحدلي أدلى بهذا الاعتراف، وأنا على يقينٍ بأن هناك عديدًا من الناس يعانون من مضمون اعترافه نفسه: «يربكني التعامل والحوار مع الذين يدعون أنهم يملكون الحقيقة المطلقة، واليقين التام بكل قناعاتهم، ولا يفسحون لبقعة ضوء واحدة كي تنتقد أو تتساءل».
هل تجارب الآخرين تصلح أن تكون معيارًا لك، وهل ستمر في التجربة نفسها لمَن سبقك؟ الإجابة لدى خالد المنيف: «ما عاشه الآخرون من ألم أو إخفاق، لا يفترض أن يكون مصيرك. كم من شخص أخفق في مشروع فصار يحذر الناس من البدايات، وكم من امرأة خذلت في زوج فباتت تشيع اليأس في قلوب المقبلات على الحياة، لكن الحياة لا تُبنى على التجارب المستعارة، بل على ما تراه أنت بعينك، وتخوضه بخطواتك، وما تحدث به الحكماء! ما أصابهم لم يصنع لك، وما مروا به ليس بالضرورة أن يكون قدرًا لك! إياك أن تجعل تجارب الآخرين حدودك، ولا تسمح لخيباتهم أن تعيد تشكيل خريطتك!».