أتانجانا.. يخشى مصير والده مع الفتح

القاهرة ـ أحمد مختار 2025.09.10 | 04:40 pm

من شوارع ياوندي إلى أضواء الملاعب السعودية، يروي فالنتين أتانجانا قصة شغف كروي بدأت على يد والده مفوندو، الذي خطا خطواته الأولى في الدوري السعودي للدرجة الثانية مع فريق الفتح الأول لكرة القدم نهاية التسعينيات.
لم يكن لمفوندو أثرٌ كبير في تلك التجربة القصيرة عام 1998، حيث رحل بعد أشهر قليلة دون أن يترك بصمة تُذكر ويأمل الأبن، ألا يكون مصيره كذلك مع الأهلي.
بعد 26 عامًا، عاد ابنه فالنتين على أمل أن يكتب فصلًا جديدًا من الحكاية، هذه المرة عبر بوابة الأهلي، حاملًا معه طموحًا لا حدود له وموهبة لافتة.
فالنتين، الشاب الكاميروني المولود عام 2005، نشأ في كنف والده، الذي لم يكتفِ بدور الأب، بل كان صديقًا ومدربًا إضافيًّا.
كان مفوندو يجلس مع ابنه لساعات، يحللان مقاطع الفيديو، يناقشان الأخطاء، ويعملان على صقل مهاراته. هذا التفاني جعل فالنتين يتميز بانضباط نادر خارج الملعب، بعيدًا عن مغريات ألعاب «فيفا» التي تشغل أقرانه.
رحلة فالنتين بدأت في أكاديمية لا نوفليت جامين الكروية في الكاميرون، قبل أن يقرر والده إرساله إلى فرنسا عام 2015، ليبدأ مغامرة جديدة مع أكاديمية ستاد ريمس.
هناك، قضى سبعة أعوام في صقل موهبته، ليوقّع أول عقد احترافي له عام 2022.
ظهوره الأول مع الفريق الأول كان بداية لمسيرة واعدة، حيث شارك في 63 مباراة خلال عامين، مُظهرًا تنوعًا مذهلًا كلاعب وسط دفاعي، متقدم، وحتى ظهير أيمن.
بقوته البدنية وروحه القيادية، أصبح فالنتين ركيزة أساسية في ريمس، يتألق في قطع الكرات وكسر هجمات الخصوم، مع لمسات هجومية أضافت بُعدًا آخر لأدائه.
على الرغم من تسجيله هدفًا واحدًا فقط، إلا أن حضوره في الملعب جعل مدونة «ليج 1» الفرنسية تُشيد به كأحد أبرز المواهب الصاعدة.
على الصعيد الدولي، اختار فالنتين تمثيل منتخبات فرنسا السنية، حيث تألق مع فريق تحت 17 عامًا، وحقق لقب بطولة أوروبا 2022، ثم حصد المركز الثاني في بطولة أوروبا تحت 19 عامًا 2024، ليُتوج مكانه في التشكيلة المثالية للبطولة.
اليوم، يقف فالنتين أتانجانا على أعتاب تحدٍ جديد مع الأهلي، حاملًا إرث والده وطموحه الخاص. من الكاميرون إلى فرنسا، وصولًا إلى جدة، يبدو أن هذا الشاب لن يكتفي بمجرد تكرار قصة والده، بل سيصنع أسطورته الخاصة.